قد يتخيل البعض بأنني أبالغ في عدم الثقة في الاختيارات المرتبطة بالأشخاص المعينين لتسيير الشأن الفني والثقافي في بلادنا,وبأن الأمر لا يستحق كل تلك التعقيدات ,والتدقيقات في نوعية الأشخاص ,علما أن الأمر لا يحتاج إلا إلى بكفاءات وحنكة في التدبير فقط. سأجيب كل من يراوده مثل هذه القناعة الفاسدة التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه في جميع المجالات,يتحدث أفلطون عن الجسد موضح بان الجسد قبر أو سجنا فيه مناطق عميقة ومظلمة من النفس ,حيث الرغبات ,الشرور,المطامع والأهواء في تلك الطبقات العميقة من النفس البشرية الغير الواضحة للعيان,هي التي تدفعنا إلى سلوكيات لا عقلانية ,لا منطقية ,لا وإنسانية أحيانا ,منطقة يقارب فيها عالم الغريزة ,الغابة,والجنون ,عالم مرتبط بالتربية ,الثقافة,التعليم ,البيئة ... سلوكيات دافعها المصلحة الخاصة, الانتقام, الاحتكار, الاستحواذ, التملك, الانتهازية, الحفاظ على المصالح والمكتسبات... الخ من هنا وجب التركيز على الجسد وحمولته الروحية,التربوية الفكرية ... قبل الشواهد ,ولتعميق الفهم أكثر وتوضيح الصعوبة المرتبطة بأهمية الشخصية لا الشخص في موضع القرار,سأشرح لكم العملية بمنظور علمي بحث من خلال علم النفس ,من خلال فهم النفس البشرية ,انطلاقا من فهم دقيق للانا والآخر,الأنا : أأكون أم لا أكون ؟ أيكون أم لا يكون ,سؤال يطرح نفسه على كل شخص في أي مسألة أو أمر ,ويختلف التعامل معه من حمولة إلى إلى حمولة, لأنه فيه الإشعار والشعور بالخطورة ة في وجوده على مصلحة خاصة أو مصالح المقربين,الأنا هو الماضي الذي يحضر في لحضته ,الأنا هو الداخل المرتبط بإحضار كل الحمولة والتفاعل مع المحيط والبيئة انطلاقا من الحمولة المرتبط بما سيف ذكره في الأول ,الأنا هو الخارج ,وكيفية التعامل معه بحيث يتحول الأمر إلى كرة مضرب فيها ردة فعل وفعل وكلها مرتبطة بحمولة الشخصية ككل. '' الأخر والقناع '' قال هيدجر '' إن الكلمة هي قناع والقناع وسيلة للإخفاء والكشف في نفس الوقت ,وسيلة لتجلي ,وسيلة للخفاء,وسيلة للمواجهة,وسيلة للهروب ,وسيلة للإسقاط ,وان ننسب كل أفعالنا وأقوالنا ,أو أمنياتنا إلى ذالك الأخر الذي يمضي بالرفض على كلماتنا ,الرفض لذالك الإبداع .'' وهذا ما يعيشه الفنان مع كل المسئولين الذي توالوا على القطاعات الفنية والثقافية برمتها ,كلمات لا تحمل أفعالا ,وقرارات لا تعرف النور ووعود كاذبة ... مما يجعل علامة الاستفهام مطروحة ,هل هي سياسة مقصودة والأشخاص ليسوا إلا منفذين لتماطل ويبقى الخلل فيمن عينهم كرؤساء أقسام أو... ؟ هل هناك فعلا رغبة في الإصلاح وجعل الفن فاعلا في البناء السليم للمجتمع ,أم أن السياسة المتبعة هي أن الفن ليس إلا وسيلة ترفيهية تافهة الهدف منها التسلية والتنشيط الفني بين مجموعة فقرات تحمل خطابات ورسائل سياسية للدولة والمبرمجة كل يوم في قنواتنا الوطنية التابعة للدولة ؟ ا هل الخلل فينا وفي الشعب, أم في السياسة المتبعة ككل ؟ أعتقد أن القرارات القادمة المرتبطة بالتعيينات والمطالب التي نطالب بها مند سنة هي التي ستجيب عن كل هذه الأسئلة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire