vendredi 27 janvier 2012

 ...وا محمداه

 الرسالة الملكية للمغفور له الملك الحسن الثاني تغمضه الله برحمته للمناظرة الأولى للمسرح الاحترافي سنة 1992          
                          
 الحمد لله   والصلاة والسلام على رسول الله واله وصبه                          
حضرات السيدات والسادة 
ها أنتم تجتمعون في أول مناظرة حول المسرح الاحترافي المغربي ,وذالك بعد مضي سنة على الاستقبال الذي خصصناه لمجموعة منكم ,استمعنا خلاله ببالغ الاهتمام ,واطلعنا بمزيد العطف على أحوالكم وظروفك حياتكم ,وأعربنا عن تقديرنا لدور المسرح ورسالته في أغناء الثقافة , وتهذيب الأذواق ,وتربية النفوس ,وإشباع القيم الجمالية,وإشباع الرغبة الإنسانية الفطرية في المتعة الفكرية الراقية ,والاستفادة من تجارب الآخرين.   
وقد أعطينا تعليماتنا وتوجيهاتنا في ذالك اللقاء لوزرائنا في الداخلية والإعلام والثقافة والشبيبة والرياضة للسهر مع المجموعة التي استقبلناها,على دراسة مختلف الجوانب والقضايا المتعلقة بواقع المسرح وآفاقه تطويره ونهضته, وفتح حوار شامل مع المنتمين إليه والمهتمين به, معبرين عن رغبتنا وإرادتنا في سن برنامج عملي يعرض علينا ويكفل شروط النهوض بالمسرح ماديا وأدبيا وتنظيميا حتى يواكب التغيرات التي يشهدها مجتمعنا ,ويؤدي وظيفته في تأصيل روح الحوار, وسن نماذج بديلة وجديدة للسلوك الاجتماعي تكون مستقاة من تقاليدنا وقيمنا الإسلامية العريقة .
ومند لقائنا بكم تقابلتم وتناقشتم ووضعتم اقتراحات ملموسة رفعتموها إلينا ,مسترشدين بتوجيهاتنا ,معبرين عن إرادتكم الواعية في التغلب على الصعاب والمعوقات ,والخروج بالمسرح المغربي من مرحلة البحث عن ذاته ,إلى إثبات حضوره ,وتشييد صرحه في مسيرة المغرب الحضارية كجزء من نسيجه الثقافي الأصيل المتجدد .
إن مناظرتكم هذه تأتي في مرحلة بالغة الأهمية بالنسبة للعالم عامة والمغرب خاصة ,فالشعوب والمنظومات الفكرية والإيديولوجية كلها تبحث اليوم عن مكانها في المسرح القرن الحادي والعشرين ,ولعلنا بأنظارنا إلى ما بقي من سنوات هذا القرن ,وأصخنا بسمعنا إليه سنسمع الدقات الثلاثة المؤذنة برفع الستار عن المشهد ,مشهد عالم جديد ,وادوار جديدة ,ووجوه وأبطال يتحدثون لغة جديدة قد تكون مختلفة عما اعتدناه وألفناه .
وان إحساسنا بإرهاصات ميلاد هذا العالم الجديد ,يحفزنا على ايلاء الثقافة والفنون ما تستحقه من عناية ترقى إلى درجة التخطيط السليم ,والتدبير الحكيم والعداد القويم لتسليح امتنا وشعبنا دولة وحضارة ,بأسباب القوة الثقافية ,ومقومات النهضة الحضارية لخوض غمار المستقبل المنظور ,محصنين أنفسنا بالثوابت من هويتنا ,ومثرين منابع فكرنا وثقافتنا ,ومزودين قدراتنا بكل ما يشحذ همتنا ,وينمي طاقتنا على الابتكار والإبداع.
 '' تمعنوا إخوتي وإخواني الأعزاء في هذه الكلمات التي تعتبر خارطة طريق واضحة المعالم والتي ننادي بها من هذا المنبر ''
                                      تتمة الرسالة   
وسيبقى المسرح لغة الحقيقة المعبرة عن البنية النفسية والذهنية والحضارية للإنسان '' الله اكبر لهذا نحن ننادي بضرورة وجود فنانة يحملون هم ورسالة في الانتاجات الفنية لأنهم يحملون في داخلهم حمولة ثقافية فكرية شاملة تعلموا يا مسئولين من هذه الرسالة وتمعنوا في يأتي من حكم ومقومات إستراتيجية شاملة حين يعطي الفنان توجها شاملا في الأمر وهو يخاطبهم قائلا '' تتمة الرسالة الملكية .               
وهذا ما عليكم أن تتمثلوه وتستهدفوه وأنتم تمارسون مهمتكم النبيلة الساعية إلى رفع مستوى المسرح المغربي وإعلاء مكانته. '' وهذه هي مشكلتنا لا يسمح لنا بتطبيق ما جاء من حكمة في الرسالة فالفن الجيد والفنان المبدع الهادف يحارب ويقصى بمرارة وحقد , بقية الرسالة الملكية الشافية والتي تعتبر خارطة طريق لمستقبل الفن في بلادنا الحبيبة
                                     تتمة الرسالة الملكية
   وقد كنا أعطينا تعليماتنا سنة 1986 بمناسبة الذكرى الخامسة  والعشرين لتربعنا على عرش أسلافنا المنعمين ,بأن تكون تلك السنة سنة الثقافة ,ساعين من وراء ذالك إلى تعبئة الوعي والإرادات,ووضع البرامج والمخططات ,لتحقيق الأهداف القريبة والبعيدة لترشيد الثقافة في بلادنا ,وكان المسرح حاضرا في تفكيرنا وتوجهاتنا في المسيرة الثقافية التي أعطينا إشارة انطلاقها في تلك السنة ,بل إن اهتمامنا بهذه المؤسسة الثقافية الفنية كان له موقع خاص في نفسنا.ذالك أن والدنا محمد الخامس قدس الله روحه ,كان صاحب مبادرة تشييد أول مسرح وطني ,يحمل اسمه الكريم .ولما أولانا الله مهام خلافته وسعي على هدي رسالته,كان أول ما قمنا به تدشين مسرح محمد الخامس .
وقد تحققت والحمد لله ,مند ذالك التاريخ,منجزات كثيرة ستكون عمادا لانطلاقتكم وسندا لمبادرتكم, ومن أهمها المعهد العالي للفنون المسرحية والتنشيط الثقافي الذي أنشأتاه سنة 1986 لتكوين أجيال جديدة لهذا القطاع الثقافي الذي وان كان يعتمد أول ما يعتمد على الإبداع ,فانه في حاجة دائمة إلى الأطر التقنية ,والكفاءات المدربة ,والخبرة التي يصقلها التكوين المستمر ,علما أن الفنان المقتدر هو أولا وقبل كل شيء ,شعلة موهبة يوتيها الله من يشاء من عباده ''
 هل قرأتم جيد ما قاله جلالته رحمه الله ,الفنانة شعلة موهبة يوتيها الله من يشاء من عباده ,يا مسئولين البلاد خريجي المعاهد درسوا ليكنوا فنانين ومبدعين لا موظفين في كراسي تابعين للمندوبيات واغلبهم موظفين أشباح ,لنتمم الرسالة فلازالت الحكمة والعبرة في خارطة الطريق التي رسمها رحمه الله ''
                                                 تتمة الرسالة
وكم أثلج صدرنا أن نرى عددا من المجالس الجماعية تعنى فيما تعنى به من مشاريع ,بإنشاء المركبات الثقافية ,والبنيات الأساسية للمسرح ,وببناء المسارح وتقريبها من التجمعات السكنية في العدد من أقاليم مملكتنا .وفي اعتقادنا أن المسرح يجب يقام في كل مكان تقوم فيه الحاجة إليه ,لذالك أعطينا تعليماتنا لوزيرنا في الداخلية والإعلام بتخصيص مبلغ واحد في المائة من ميزانية الجماعات المحلية ,لبناء المسارح ورعاية العاملين بها واحتضانه.
'' يا ألاه ... هل تمعنتم جيدا فيما جاءت به الرسالة بتخصيص مبلغ واحد في المائة من ميزانية الجماعات المحلية ,لبناء المسارح ورعاية العاملين بها واحتضانه ,احتضانه ,احتضانه أركز على هذه الكلمة بالذات عندما يقولها جلالته رحمه الله يعني الشخص بحمولته الفنية الثقافية التي نص علها في رسالته لا إداري يجهل الفن والمجال الفني وخصوصياته وإبعاده, كل هذا في وقت تقول الجماعات ليست لنا ميزانية لتشغيل موظفين قصد التسيير ,التدبير والعناية بالقاعات التي اغلبها أصبحت مقفولة تستغل للتجمعات الحزبية والنقابية وأنشطة العملات ,وحتى ان رغبت العرض فيها تواجه بتعقيدات,من قبيل اذهب إلى الملحقة ودفع طلب ,بعد ذالك القاعة لا تتوفر على إضاءة  و.... من المسئول عن عدم التنفيذ ؟ لنتابع الرسالة يا أحباء
تتمة الرسالة الملكية
واعتبارا للتطور التنموي الكبير الذي عرفته أقاليم مملكتنا ,ولما يعبر عنه شبابنا من شغف بالمعرفة وتشبث بحقهم في التثقيف عن طريق التسلية والترفيه ,فان بلادنا يجب أن يتوفر لها في عاصمة كل عمالة أو إقليم,مركب ثقافي يضم قاعة للمسرح .
ووعيا منا بالظروف الاجتماعية للعاملين في مجال المسرح الاحترافي ,وسعيا من إلى توفير المناخ السليم المناسب لتشجيعهم على تفجير طاقاتهم واستثمار مواهبهم وكسب قوت يومهم ورزق عيالهم ونيل حظهم في العيش الكريم والحياة الشريفة ,رأينا أن تؤسس في كل جهة اقتصادية من مملكتنا فرقتان مسرحيتان ترعاهما الجماعات المحلية وتوفر لهما الوسائل الفنية والتقنية لتكثيف الإنتاج وتنويعه وتطويره .
                             '' وا محمداه ... أيصعب تحقيق هذا ؟ ''
                                                    تتمة الرسالة الملكية 
ولنا اليقين في أن ذالك سيكون حافزا لكم على الابتكار والانجاز وغزارة الإنتاج ,وأنكم ستجعلون من هذه الخلايا ملتقيات ومنتديات لاحتضان نهضة مسرحية مغربية واعدة ,وتزاولون في أجوائها حقكم المشروع في ممارسة مهنتكم الراقية ,ولنا كامل الثقة في أنكم ستقومون بواجبكم أحسن قيام,وأنكم  ستقدمون لمحبي هذا الفن الرفيع ما ينتظرونه منكم من متعة عقلية وروحية ,وإشباع رغبتهم الطبيعية في المعرفة والثقافة والتربية , وإشباع القيم الأخلاقية العالية ,وحفز الهمم على التشبث بمبادئنا وتقاليدنا الإسلامية السامية ,واستحضار مجد بلادنا الغابر والحاضر, واستشراف أفاق غدنا المشرق الباهر ,إن شاء الله .
'' أينكم يا مسئولي القنوات ومركز سينمائي من هذه التوجهات والمبادئ والقيم الأخلاقية والتربوية التي عينتم خصيصا قصد الحفاظ عليها ,طوز اوا طز ''
تتمة الرسالة الملكية وفي هذه التتمة الختامية رسالة موجهة إلى الفنان ومسئول على القطاع الفني ركزوا معي جيدا في كل معنى وحرف .
فكونوا رعاكم الله ,في مستوى مغرب الغرب اليوم ومغرب الأجيال المقبلة ,ورسلا لترشيد العبقرية المسرحية والدعوة للتربية الصالحة والذود عن الهوية الوطنية ,وتحذير الأصالة المغربية ,متشبثين بقيم مملكتنا ومقدساته ,محترمين عواطف شعبنا الإسلامية الأصيلة ,واضعين تلك المقدسات فوق كل اعتبار .
وفقكم الله وكلل بالنجاح أعمالكم ,وان يعلم الله في قلوبكم خيرا يوتكم خيرا, صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
'' اليوم بعد هذه الرسالة تعرفون جيدا ما أطالب به من مبادئ ومطالب ,ولماذا نحارب الانتاجات الفاسدة التي تبث في قنواتنا مدبلجة ومصور بأشخاص حسبي على الفن والفنان المغربي ,وانتاجات سينمائية دعمت للأسف بالما ل العام من أشخاص عين بظهير شريف اعتبروه قوة تخول لهم العبث بكل المبادئ والقوانين الأخلاق والمعتقدات دون ان يحاسبوا لان الملك هو الوحيد الذي له الحق في محاسبتهم
             
 إننا اليوم نطالب بإلحاح شديد لما يعرفه المغرب والعالم العربي والإسلامي من تغيرات أن يتم تطبيق ما جاء في الرسالة السامية لا لشيء إلا لن الظرفية تتطلب ذالك فكما حاء في رسالة جلالته رحمه الله 'فالشعوب والمنظومات الفكرية والإيديولوجية تبحث اليوم عن مكانها في مسرح القرن الحادي والعشرين '' وما قصده بمسرح هو أحدات العالم الذي أصبح عبارة عن مسرح فيه فرجة للجميع إما أن تكون ناجحا أو أضحوكة العالم
 اقرؤوها بقلوبكم وعقولكم أكثر من مرة قبل أي تعليق .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire