vendredi 27 janvier 2012

البكاء بعد الميت خسارة


العديد ممن تحدث عن الخلل الحاصل في العالم العربي ,منهم حلل الوضع من منظور سطحي ,أو مر مرور الكرام على الأسباب مجانبا الصواب رغم ما تراكمت من تعاليق وتحليلات ,لا احد دخل إلى عمق القضية بدءا بالصفر ,جوهر القضية ومنبع البركان النافد في أعماق النفس البشرية ,القضية لا تنحصر في حرية التعبير وحسن التدبير ,ولا في الإقصاء والتهميش ,القمع والاستغلال بكل أنواعه وأشكاله ... بل هي ابعد من ذالك الأسباب التي دفعت الدولة والأشخاص المستفيدين من تلك السياسة والاستفادة مما خلفته إجمالا,من تخلف أمية ثقافية,خوف وجهل بأبسط الحقوق والواجبات,الحرمان من المعرفة وتحقيق الأحلام ... مما دفع النظام وأتباعه المستفيدين من الوضع ,بما في ذالك المتحكمين في الاقتصاد والوضع السياسي الداخلي والخارجي ... الذي يعتبر النظام تابعا لهم بشكل من الأشكال,هذه القوة المتمثلة في النظام وأتباعه استنادا على تفقير الشعب والأمة من المعرفة والحق في تحقيق أحلامه ,ثم بع ذالك حرمانه حتى من الحلم بجعله مستحيل ,من خلال نهج سياسة خنق المجال الفني والثقافي ,الذي كان جزء كبير في الحلم والأمل,معتقدين بأنهم لا زالوا يتحكمون في الوضع لكون الشعب والأمة لازالت تحت السيطرة,لكونه شعب وامة تطغى عليه الأمية الثقافية,نزعاته أنانية ,نابعة من سياسة مخطط لها بدقة تعتد على المقولات المتداولة شفاهيا في الثقافة الشعبية '' فرق تسود ,جوع كلبك اتبعك ,الكامون الى دك ما كيعطيش الريحا ,كون اسبع وكولني ,دير مادار جارك ولا اخوي دارك ,كلب ينبح على شبح والف كلب ينبح لنباحه... '' إضافة إلى السياسة المخزنة '' هدا لحم كياكل خص يتربا باش يحترم اسياد '' .هذه السياسة لها انعكاسات سلبية على البيئة والمحيط ,المجتمع والدولة في العديد من الأشياء , كيف ذالك ؟
صورة البلاد لا تنحصر في عمرانها وواجهاتها السياسية '' لعكر على لخنونا '' بل في فنها وثقافتها اللذان يشكلان النموذج الحي للفكر والتربية ,المنكسة على ارض الواقع في قنواتها ,إعلامها ,مسرحها وسينمائيها,فعنما يكون عنك شعب يعاني من الأمية الثقافية ,والتربية السليمة,ويعاني من الحرمان والتهميش حتى في ابسط حقوقه ,يقع في البلاد ما وقع خلا ل مقابلة الوداد مع الرجاء ,وهو شكل مصغر قابل للتحول في أي لحظة من لانفجار الداخلي ,النابع من سياسات مرتبطة ما سبق ذكره ,وفي الجانب الاقتصادي ,عندما أتي اجني ويستثمر في البلاد ,فان احتكاكه اليومي المباشر مع البيئة والمحيط ,ويتعامل في شركاته مع العنصر البشري المنتج والفاعل في إنتاجه المستورد في أغلبيته,إذا التفاعل والتعامل يكون مع الأرض والإنسان لا العمران,لأنه هو في الأصل جاء لصناعة عمران وخلق صناعة ,والفاعل في ذالك الصناعة ككل هو العنصر البشري وحمولته الذهنية,الفكرية,النفسية... بناءا على هذا المنظور اعتمدت ارويا وأمريكا بعد الحرب العالمية الثانية على الاستثمار في العنصر البشري,حيث كانت معاناتهم الحقيقية ليس مع العدو الخارجي ,بل مع العدو الداخلي الذي هو المواطن نفسه ,الذين باعوا نظامهم لا وطنهم ,لأنهم كانوا يعتقدون بأنهم سيبدلون نظاما بنظام أفضل,مقابل مصالح خاصة ,فمن يدفع مواطن إلى مثل هذه القناعة؟  هو النظام نفسه وسياساته المتبعة المرتبطة بالمصلحة الخاصة على حساب شعب وأمة,إذا على النظام والدولة ككل أن لا تطالب المواطنين بالوطنية وهي تنزع منه ذالك الحق في الوطنية ,من خلال السياسات المتبعة في الإقصاء ,التهميش ,واعتباره سلما للوصول إلى مبتغياتهما المادية,وإشباع نزواته السلطوية,إن تلك السياسات التبعة في الدول العربية مند بزوغ نور الاستقلال ,التي جعلت من المواطن وسيلة وليس غاية تضعف من قدرته على العطاء ,تحرمه من ابسط حقوقه في الحياة بكرامة ,وتقتل فيه وطنيته ,هويته وانتمائه ,فيتحول بذالك إلى سيف حاد على عنق أمته ونظامه,في المغرب مثلا : على المسئولين في الأحزاب التي تستفيد من خيرات البلاد والعباد مند بداية الاستقلال أن يتذكروا أمرا واحدا وهاما ,انه في الوقت الذي كانوا آبائنا وأجدادنا ,أعمامنا ,وأخوالنا يناضلون من اجل الاستقلال ,كانوا مؤسسي أحزابهم  يتمتعون بألذ ما طاب من فواكه البحر والأشجار و... في مصر وروسيا وفرنسا ,وبعد الاستقلال جاءونا كمحررين وهم ليسوا بذالك,وبعد الاستقلال دفعوا بأبناء الشعب إلى الاشتغال بشواهد ابتدائية إعدادية وثانوية أكثرها بكلوريا,بحجة خدمة البلاد في مجال مختلفة التعليم التمريض ,الإدارة الأمن ... الأدهى من ذالك تهميش الغير متمدرسين والعالم القروي,لأسباب ما في نفس يعقوب من ابسطها دفعهم إلى الاشتغال في مهن كالنظافة البناء '' حمال ... '' مهن الأعمال الشاقة المتعبة وبأجور تافهة لجهلهم بالظرفية السياسية وعدم وعيهم التام بأبسط والحقوق والواجبات ... الهاجس الوحيد الذي كان يشغل بالا المواطن الحر المواطنة وخدمة البلاد ولكن لفائدة ما... كان اعتقادهم أنهم يعملون على بناء مستقبل لأبنائهم,في نفس الوقت كانوا هؤلاء النبلاء خدام السياسة الغربية ومصالحهم الخاصة,كانوا يرسلون أبنائهم إلى الخارج عند أسيادهم الذين وضعوهم نوابا عليهم في الاستعمار الفكري,مما جعلهم في بداية الثمانينات بعد وجود جيل جديد أبناء المواطنين الذين ضحوا من اجل أبنائهم,في هذه المرحلة خرجوا هؤلاء الأحزاب بسياسة جديدة اسمها التعريب,حتى لا يتمكن الجيل الجديد من  الشباب متابعة دراساتهم العليا بالخارج ,هذا في وقت كانوا هؤلاء الوزراء يدرسون أبنائهم في المدارس الأجنبية,ولقد أكدت بعض الإحصائيات انه بعد هذه المرحلة المرتبطة بالتعريب انخفض العدد 97  في المائة من أبناء الشعب الذين كانوا يتابعون دراستهم بالخارج ,بل الأخطر من ذالك حذف تعليم الفلسفة من التدريس لما خلقته هذه الشعبة من وعي عند الجيل الجديد الذي نادى بالإصلاح والتغيير وتكافئ الفرص في بداية الثمانينات ,هذه الانتفاضة التي ذهب ضحيتها العديد من الشباب وثم سجن العديد الأخر,كدرس لمن بقي منهم ,نوع من الضغط النفسي ,ولقد عايشت هذه المرحلة وأنا طفل صغير ,هاجموا بيتنا عساكر للبحت عن شباب دخلوا منزلنا هروبا منهم ,أقعدناهم معنا كأحد أبناء الأسرة ,وكانت مجازفة من أمي رحمها الله, لحسن الحظ لم يطالبونا بالحالة للمدنية لمعرفة العدد والأسماء ,لحسن حظنا أنهم كانوا مجموعة بلداء جاؤوا بهم من الجبال يحملون حقدا على أبناء الداخل كما يسموننا أبناء الدار البيضاء,في التسعينيات وبعد تسرب اليأس إلى هذا الجيل القدم من الثمانينات ,الحامل للشهادات بدون عمل ,والقادم من البادية المنهارة نتيجة تهميش تام لها ,والذين حاولوا الهجرة إلى الخارج بطرق سرية لان جميع الأبواب الحدود قفلت في وجوهم في نهاية الثمانينات كانت أخرها ,وباتفاق مع الحكومة والدولة مقابل مبالغ كبيرة’على تلك الخدمة في منع الهجرة ,سياسة كانت تخدم مصالحهم في أمرين ,تخصيص الخارج لأبنائهم ,وضمان يد عامل مرخصة ,ومنهكة وميئوسة قابلة للإدلال بأرخص الأثمان,لارتباطهم بعائلة ومسئوليات جسام ,وفي بداية القرن الجديد ,عرف المغرب استثمارات أجنبية كبيرة وبدأ العمل على استقطاب مشاريع خليجية ,أروبية وأمريكية وآسيوية,إضافة إلى استقطاب سياح جدد لعبة هذه الأحزاب كحكومات على تجديد سياسة كان المستعمر قد نهجها خلال بداية الحماية ,ألا وهي الاتجار في العنصر البشري ,حتى يكون العرض يناسب الطلب فتحول السياسة إلى ما سمته حقوق المرأة ,حيت كانوا يعلمون أن قسوة الرجل على المرأة ,وأميتها الثقافية سيجعلها تقع في أخطاء كثيرة يجب استغلالها بشكل قانون ومن خلال قانون يمكنها من أن تتحول إلى سلعة بمحض إرادتها ,لما لها من نزوات ونزعات حيوانية يكفي التخطيط لها بشكل محكم ومدروس,وبذالك صنعوا ثورة مصطنعة ,وقعة في شباكها فتارة على الوضع وتمردت فأصبحت رجلا بدل أن تبرز شخصيتها وتفردها على الرجل ,بقوة العقل والفكر ,وما حركة تحرير المرأة إلا ثورة أريد بها باطلا قصد استغلال المرأة بشكل أفضل ,وبذالك فان الرجل مرة أخرى استعبد المرأة بعقله واستحوذ على نزواتها وجسدها بدهاء وذكاء بدل العنف والقسوة كما كان الشأن من قبل,ولفهم القضية يكفي العودة إلى التاريخ,فلقد أنجزت الباحثة الفرنسية كريستيان تارو  دراسة قيمة تحمل عنوان '' الدعارة الكولونية '' في الجزائر تونس والمغرب ما بين سنة 1830 إلى 1962 رصدت فيها كيف حاول الاستعمار تقنين الدعارة مند الأسابيع الأولى للاحتلال بلدان شمال إفريقيا ,وجاء تقنين البغاء بالأساس حرصا على الصحة النفسية ,الجسدية والاجتماعية للرجل الأبيض وحماية له من الاختلاط مع '' بوزبال '' حسب مفهومهم هذا المفهوم الذي بقي سائدا حتى بعد الاستقلال عند عقول النبلاء ممن جاءونا من الخارج كرجال البناء كشعار مزيف امن بهي الشعب الساذج هذه الفئة التي تنتمي الى درجة وضيعة من المجتمع من المهمشين ,المترامية في ألبراريك و ,,, شريحة من المغلوبين على أمرهم ,دفعتهم الظروف القاسية الى تبني أقدم مهنة في التاريخ من اجل الإفلات من براثين الجوع واتقاء بسط اليد ,لطلب الصدقات المصحوبة بنظرات الشفقة والازدراء ,هذه السياسة والمنهجية سلكتها مجموعة من السادة سخروا لتلك السياسة إذاعات,حركات شبابية وجمعية ,أسسوا أحزابا  وسيطروا على أخرى بالمال و ... وكل ذالك من خلال تخطيط محكم مدعم وممنهج من طرف منظمات صهيونية وماسو نية ,ما قد يغرق حساباتهم البنكية بالملايير,هذه التجربة المرتبطة بهذه الدراسة اعتبرتها بعض الأحزاب التي ذاقت حلاوة المنصب والاستوزار وسيلة للخروج من أزمة الشوماج والعوز عند هذه الفئة الكبيرة المهمشة من المجتمع ,اعتمادا  على أن المرأة '' ناقصات عقل '' ومدلول ناقصات عقل مرتبط بتعاملها بالعاطفة أكثر من العقل مما يجعلها تفكر في الأسرة والأهل ,وقد تضحي بنفسها من اجل حماية الأسرة,وبما أن القضية مرتبطة بعقائد ,دين وقانون مغربي ,سهلوا لهم الأمر بجعل العملية مباحة وشيء غير ممنوع انطلاقا من انتاجات فنية تافهة مستوردة,برامج إذاعية تبيح ذالك,مقالات تشجع على ذالك تغري بان المهنة أصبحت تعرف أثمنة جد مغرية أدناها 5000 درهم لليلة واحدة مع الأجنبي ... بل تحول الأمر إلى خلق جمعيات إباحية والمطالبة خلال تعديد الدستور بحذف إمارة المؤمنين والدين من الدستور تمهيدا لجعل العملية فنونيا مباحة وغير محظورة,وحتى لا يتحول الأمر إلى فتنة في المغرب ككل تحولت بعض المدن إلى سياحة جنسية بامتياز,ان مثل هذه السياسات المتبعة ليس في المغرب فحسب بل في تونس مصر اليمن سوريا ولبنان... والتي جعلت من المواطن وسيلة وليس غاية تضعف من قدرته في الإنتاج كفاعل ,تحرمه من حقه في الحياة بكرامة وتقتل فيه وطنيته هويته وانتمائه,هي التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه اليوم ,هي نقطة ضعف المواطن التي من خلالها يتم شراء ضمائرهم ,هي النقطة التي فاضت الكأس ولن يجد المواطن العربي خلاصا في ثورته بسهولة ,لان النظام ليس إلا إبرة وسط بحر من المصالح والمافيا التي يعتبر الرئيس مجرد شخص حاميها,مقابل السكوت على جرائمه وفي نفس الوقت استغلالها عند الحاجة كوسيلة ضغط عليه لتنفيذ مطالبهم ومساعيهم في المنطقة ككل,لذالك نحن في المغرب لا نريد الوقوع في نفس الفخ الذي يعد بدقة متناهية للوصول إلى مبتغاتهم المدروس بمراحل تستهدف جيلا بأكمله ,هذا الجيل الذي يتمثل في أبنائنا وحفدتنا ,وما جعل الأمر صعب عليهم الآن هو عدم وجود ثغرة يدخلون منها للملك الشاب الجديد والنقي من كل الشوائب التي يمكنهم اللعبة عليها كوسيلة ضغط ,لذالك ادعوا مند سنة من خلال مجموعة حقوق الفنان المغربي إلى الحفاظ على الهوية والانتماء,التربية والأخلاق ,السلوك والمعاملات ,من خلال الفن والثقافة,بوسائل إعلام نزيهة تساندنا وتناضل معنا لنسير سويا في ركب الإصلاح الذي ينشده الملك الشاب حفاظا على كرامة الشعب والأمة ,وتمكين كل المغاربة من إعادة الحلم ,والعمل على تحقيقه,وتصحيح أخطاء الماضي في التخطيط لمدى جيلين أو ثلاثة على الأرجح ,نحن كفنانين مستعدون لذالك بخطة مدروسة تعتمد القرب  وملابسة هموم الشعب ومشاغله ,أفكاره وانتظاراته ... بأسلوب فني غير مباشر لان التربية اليوم تجاوزت المدرسة والبيت ,وأصبح الفن والثقافة والانترنيت يلعبان دورا كبيرا في ذالك لارتباط المواطن بهم 98 في المائة ,وبناءا عليه فأنا أرى بأنه لا حل للإصلاح مجال الشأن الفني الثقافي ,والشبابي إلا من خلال خلق هيئات استشارية ,تخطط وتلعب دور سياسة القرب كما نص على ذالك الدستور الجديد ,يجب ان نعطي للشعب في شكل الهيئات الممثلة لكل شرائحه الحق في ممارسة مسئولياتهم بشكل عملي ,قانوني ومن خلال سلطات يخولها لهم القانون في تخصصاتهم ,خدمة للصالح العام ,وان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتيكم خيرا '' ص '' الله المستعان والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire