vendredi 27 janvier 2012

                                 إذا أسندت الأمور إلى غير أهلها فانتظروا الساعة     




                                                                              

                                                                          من هو الفنان ؟
هل هو بالفعل صاحب رسالة ,يعي دوره كقدوة ومثال ,ويتبع خطاه الكثيرون ,لكونه سليل حرفة مقدسة لما تحمل من فكر مرتبط بالهوية,الانتماء ,التربية ,السلوك والمعاملات ,ويجسد ضمير أمة بحمولتها الدينية ,الفكرية العقائدية و... تجعل من الفنان وسيطا بين عالمين,عالم الشخصية الدرامية القادمة من عالم الخيال المشحون بأفكار وعواطف ,لأحداث ومواقف من الواقع المعيشي ,لذالك عندما أقول الشخصية فإنني أعني بذالك ما تحمله من ,الخاصية الجسمانية ,النزوعية ,الفكرية والإدراكية,ومن جهة أخرى عالم المتفرج الذي يصطلح عليه عند الفنانين بالمتلقي ,لما يستقبله من حمولة فكرية و ... يكون لها تأثير على أفعاله, إعماله, وحياته اليومية من فعل وردة فعل في سلوك ومعاملات,هذا المتلقي الباحث عن ذاته وبعض المتعة هروبا من مشاكل الحياة اليومية الضاغطة.
أم هو ذالك المتباهي بنفسه الوسيم في عينه ,الساذج ,الجاهل لسذاجته,الأمي الجاهل لقواعد اللعبة ,الراقص بذاته و دواخله ,المعبر بملامحه اللعوب بالمفردات والكلمات كما يقال ,مجرد قرد لعوب ,مقلد يستنسخ بالصوت والحركة ,صورة ما في واقع ؟ شخص يتظاهر بأنه شخصية أخرى ,كأي نصاب محترف أمام طرف ثالث لا يملك إلا أن يصدق هذا المزهو بنفسه المحب للظهور انه فنانا ,والذي هو من صنيع شركة إنتاج استعملته لكسب أموال طائلة على حساب سذاجته وتفاهته,وهم ينطفئ مع مرور الأيام .
ألا يجسد الممثل العائش في دائرة السحر الملون بالأضواء ومساحيق التجميل والمظاهر المزخرفة للحياة ,وقد أعيدت صياغتها جماليا,صورة الأخر التي تدعونا نحن الجالسين في العتمة والصمت لتصديقها,ومن ثمة للتفاعل معها ,بل والاعتراف أحيانا بأنها صورتنا أيضا في مرآة الخيال ؟ هذا النوع المحبب من التواطؤ ,الذي يجعل من العرض الفني لعبة سيكولوجية مسلية ,هو ما يدفعنا إلى قبول ما يقدمه لنا الفنان المبدع ,وهنا أركز على كلمة المبدع والفنان ,لان اللعبة كي تنجح وتتحول تأثير سيكولوجي ,يجب أن تكون مرتبطة بأداء فني إبداعي فيه المصداقية في الأداء والأداء التلقائي الحامل للنفس إلى مرحلة الخيال والسفر في عوالمه,وبذالك يقع التواطؤ بين الفنان ومتلقيه فيتحول الأمر إلى حب من خلال التفاعل الحسي,فالفنان علاقة الجمهور بهي,وجها من وجوه علاقة المتلقي بخافية شعوره,فيكون بمنزلة الوسيط بين الوعي ولا وعي ,أو بين الأنا '' المظهر الخارجي المتحقق للشخصية ''  ,والدات '' صورتها الداخلية الساعية نحو التحقيق '' وبالتالي يكون تعقل المتلقي بهي طبيعيا وخاصة بالنسبة لمن هم دون الندح النفسي ,وما أكثرهم في عالمنا العربي نتيجة سياسات تافهة حيت تكون العلاقة بين العالمين الداخلي والخارجي جد ملتبسة ,فيصبح تعلقهم بالممثل الفنان المبدع ,هوسا إذ تتحول لعبة لإيهام التقليدية إلى ما يشبه الإغواء ,وهذا الإغواء يستمر طالما الذات بحاجة إلى سند أو تقوية,ولذالك يحارب الفنان المبدع والإنتاج الجيد الذي يلامس قضايا الناس حيت لا يتحول الفنان إلى سلطة خامس يصعب السيطرة عليها لعدم انتمائها إلى أي لون سياسي غير الوطن ,والأمة ككل فلذالك كان المغفور له الحسن الثاني الملك الفنان يعي ذالك ,فأعطى للفنان ما يستحقه من عناية وأحاطه بالحب والعناية ,وشجعه على أن يلعب دوره أحسن قيام ,وجسد ذالك من بعده جلالة الملك محمد السادس في رسالته الموجه للمثل المغربي سنة 2008 حيت أكد في تلك الرسالة التي سبق وان نشرتها ,وتحدث عنها في الشريط الذي سجلته  ,أكد  بصحيح العبارات,وطلب من الممثل أن يتمثل بتلك المبادئ قبل أن ينشدها لغيره أي الشعب المغربي.
وهذه الأسباب والدوافع هي التي دفعتني التي خلق هذه المجموعة خلال شهر يناير من سنة 2011,لأنني اكتشفت بأن هناك خلط بين الفن المرتبط برسالة ,حمولة فكرية ,ومرتبطة بالهوية والانتماء ,الذي هو جزء لا يتجزأ من المجتمع والأمة ككل,وما نسب على الفن المغربي من الانتاجات لشركات خلقة في الأصل للاستفادة من المال العام,المخصص للفن ككل من  طرف صاحب الجلالة محمد السادس استنادا على رسالته المذكورة ,فتحول الإصلاح إلى انتهاز بأسلوب محكم ,و بشكل قانوني ليس فيه أي لبس ,لان في حقيقة الأمر ليس هناك جهاز فاعل في شاكلة هيئة عليا أو مجلس أعلى للفنون ,يفرض نسبة 75 في المائة من حاملي بطاقة الفنان,يقوم بعملية المتابعة والمحاسب,فرض احترام الهوية والانتماء في كل منتج ممول بالمال العام ,يمثل القوة الاقتراحية في التعيينات المرتبطة بكل المعينين في المناصب المرتبطة بالفن ,من لجن إلى رؤساء أقسام إلى ... فرض أولويات في دفتر الاحتمالات لكل القنوات سنويا بناءا على الأولويات المرتبطة بالشعب والأمة,بشروط فنية غير مباشرة متنوعة في الطرح والأسلوب من دراما إلى تراجيديا إلى كوميديا,إضافة إلى أن قانون الفنان بنوده الهامة ليست مفعلة ,لان كل الوزراء الذين تعاقبوا على الوزارة مند سنة 2005 إلى يومنا هذا لم يفعلوا بنوده بمرسوم وزاري,مما أعطانا فوضى في المجال الفني ,استفادوا من تلك الفوضى أشخاص واصلون بإنشاء شركات إنتاج للاستفادة من الملايير المخصص سنوا للانتاجات الفنية في البلاد ,ليتحول الإنتاج الفني إلى وسيلة لكسب المال على حساب الفنان والوطن ككل,حيت تحولوا المسئولين على المجال الفني إلى سماسرة ,يعملون على توزيع الثروة المادية المخصصة لدعم الإنتاج الوطني ,مقابل نسبة مئوية لمن يشتري مسئولية صرفها بالقانون ,ومن خلال خلق منتسبون إلى الفن تحولوا إلى فنانون مع مرور المدة الزمنية المرتبطة بين سنة 2005 و 2011,لتمرير الميزانية بأقل تكلف وبالشكل الذي يرونه صالح لهم ,لان الفنان الحقيق لن يقبل باللعبة التافهة التي قد تلحق الضرر بالمجتمع ككل من خلاله كفنان يحمل رسالة وحمولة فكرية ,ويعتبر مرآة مجتمعه , وكما يقول المثل العربي إذا أسندت الأمور إلى غير أهلها فأنتظر الساعة .          
           

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire