الشعب
يحتضر, والعالم ينتظر
تعددت
الثورات والأسباب واحدة,الحق في العيش الكريم ,المطالبة بالإنصاف والمسائلة,بشكل
فعلي لا توظيفها كوسيلة سياسية للتخدير ,محاربة الحيف,الإقصاء,الطبقية,الحفاظ على
الهوية والانتماء,الحق السكن الكريم فعلا وتطبيقا ,الحق في الشغل المناسب ,الحرية
في التعبير ,تقريب الإدارة من المواطن ,كما وكيفا ,من خلال السلطة في خدمة الشعب
وبيد الشعب,لا الشعب في خدمة السلطة,عدم الاستغلال والمس للكرامة ,المتمثلة في
,المرأة ,الطفل ,الأسرة ,الوطن ككل,القضية والانتماء,الهوية وكل المقدسات ,البيئة
والعرض والأرض ,عدم التبعية والركوع ,التخاذل وخيانة الأمانة السياسية
والوطنية,المس بالتربية والأخلاق,المبادئ ,القناعات و الأهداف ,قتل الأحلام
والطموح,محاربة الأنانية والتملق,الانتهازية والتملق,المحسوبية,الفساد والرشاوى
...الخ
كل
هذه المطالب مرتبط بأمة باختلاف انتمائها, مذهبها, قبيلتها ووسطتها الاجتماعي, فلكل
مطالب, هواجس, وغايات مرتبط بحالة من الحالات اجتمعت كلها في مطالب شعبية.
اختلفت
الطرق والوسائل من ثورة إلى ,ثورة ,من بلد إلى بلد ,ارتباطا بالبيئة,المجتمع
والمحيط العام ,من واقع سياسي ,مذهبي , قبلي ,ثقافي , تربوي ,مذهبي ,عشائري ,أضف إلى
ذالك التبعية ,الأهداف الحقيقية , الخفية منها وما ظهر ,النابعة من مصالح
معينة,داخلية وخارجية.
لكن
السؤال المطروح هو , لماذا نثور ؟
الثورة
أمر طبيعي ,تعرفه حتى الطبيعة ,والكائنات الحية ككل,فالإنسان ابن بيئته ,مند نعومة أظافره وهو يثور على أمر
لا يستسيغه ,أو شيء يحرم منه بشكل من الإشكال ,من غير فهمه لأسباب حرمانه منه ,مع
عدم اقتناعه بالحج والتوضيحات التي نحاول إعطائها له ,لا لشيء إلا لأننا لا نتكلم
نفس اللغة ,وليست لنا نفس أسلوب الحوار والتواصل,وهذا ما هو واقع بين الشعوب
العربية وحكومتهم وحكامهم ,حتى عندما يصل الإنسان مرحلة الندح ,يعامل دائما على
أنه صغير الفكر والمعرفة ,ولا يفقه شيئا من أمور الحياة ,السياسة,التسيير والتدبير
..الخ أو لا يعرف مصلحته أين تكمن ,وبان الكبار في السن والمنصب ,أقدر منه وأكثر
حنكة ,تجربة ومعرفة بأمور الحياة ,تسيير حياته وبناء مستقبله بمنظورهم الخاص الضيق,وفي
مرحلة الرجولة يحس بفقدانه لرجولته ,حيت يستدم بسياسات,حكومة,إدارات ,ومؤسسات
يعاملونه على أنه أذات ووسيلة ,وليس غية وهذه,وبذالك يحكم عليه بالتنفيذ أو التجميد,إلى اجل غير مسمى, وبذالك يحرم حتى
من الحق في ممارسة رجولته لانعدام إمكانيته وقدرته على العطاء والإنفاق , فتكبر في
داخله الثورة ,نتيجة العديد من التساؤلات ,والمراجعة الفكرية لحياته ككل ,وملئ وقت
فراغه بالمطالعة الانترنيت ,البحت والتنقيب ,فتتولد لديه القدرة على قراءة الواقع
,فيتمرد على في الأول على الأسرة والبيت,المرحلة الثانية البيئة والمجتمع ,المرحلة
الثالثة العالم الغربي والأمريكي ككل ,وفي المرحلة الأخيرة على الدولة.
لماذا
يكون أخر تمرده الثورة شاملة على النظام ؟
لان في ثورته على كل وضع ما ,يفهم أمورا مرتبطة
بالمرحلة الثانية ,فيتحول تمرده إلى المرحلة التي تليها ,وهكذا دواليك ,حتى يصل
إلى قناعة بان كل أزماته مرتبطة بالنظام ككل,ولو تمعنا جيدا في كل الانقلابات التي
عرفها تاريخ الإنسانية ,نجده تتشابه في أسبابها ,زوجة الحاكم
,أبنائه,أسرته,أصدقائه وأقارب زوجته, وعلاقتهم بالمجتمع من استغلال للممتلكات
,التدخل في الشئون الاقتصادية ,التربوية,الاجتماعية ,الثقافية والفنية ...الخ
هذا ما يعطي للشعب إحساسا بان النظام ليس في
خدمة الشعب بل يستغل الشعب ويحتكره, حتى في عرضه بأغلب الحالات.
إذا
كيف تتولد الإرادة الحتمية في الثورة ؟
يقول
وليام شكسبير في نفس من مسرحيته الشهيرة ''
هملت '' أكائن أنا أم غير كائن ؟ تلك
هي المسألة,أي الحالتين امثل إلى النفس ,تحمل الرجم بالمقاليع ,وتلقي سهام الحظ
الأنكد ؟ أم مواجهة المشاكل ولو كانت بحرا عجاجا ,وبعض جهد إقامة حد لها بالموت ؟
'' هناك يكمن الجواب في الموت عندما يصل الشعب الى قناعة واحدة ,أن الحياة والموت
هي مسألة مرتبطة بالقدر ,وبذالك يتجاوز الخوف من الموت ويواجهه بكل قوة وإيمان في
أن يكون أو لا يكون.
إذا
كيف توالد عند المواطن الشاب هذا الوعي ؟ والإحساس بهذه القناعة ؟
أقفلت
الدولة على الشعب سبل المعرفة والوعي ,بمحاربة الفلسفة,الفن الجاد والثقافة
الواسعة ,وذالك من خلال تعليم فاسد ,إعلام تافه , فن ساقط ,والتحكم في كل مجالات
المرتبطة بالشباب بما في ذالك دور الشباب ,الندية المختلفة بما فيها الرياضية
,إقفال الحدود من خلال اتفاقيات مع الدولة الأجنبية ,تمييع المجتمع ككل وخلق سياسة
الرجل والمرأة حتى يتيهان من خلال تدريبهما مع بعضهما البعض ,في متاهات الجنس
,العلاقة والحرية بتغليب المرأة على الرجل وخلص صراع وهمي ...الخ فعندا اشتد الخناق على الشباب ,التجئ إلى
الانترنيت بشكل غير مدروس ,في الأول كان الأمر مجرد لعبة ووسيلة للتواص بشكل من
الإشكال ,تحول الأمر إلى علاقات مفتوحة وصريحة,لعدم وجود ذات,لكون أن التعامل يطغى
عليه الروح والفكر ,بدأت في أول الأمر خلافات تحولت إلى مشادات كلامية واختلاف في
وجهت النظر ,هذا الاختلاف ولد نقاش تحول إلى قضية ,مرتبطة بالتربية,البيئة
والانتماء ثم إلى .... الخ فوصلوا إلى قناعة واحدة ,أن ما يعيشونه من حروب نفسية
وصراعات داخلية بين المجتمع ككل وبين بعضهم البعض ليس إلا لعبة سياسية ,تعتمد على
السياسة الصهيونية ,فرق تسود,إذا الأمر مرتبط بسياسة
مقصودة لمحاربة الوعي الدول العربية ككل
لأنهم يريدون مجتمعا يعاني من الأمية الثقافية ويجهل ما له وما عليه يريدون
مجتمعا غير موحد من خلال هذه السياسة ,وهي ليست جديدة بل خطط لها مع نهاية الحرب
العالمية الثانية,ولذلك نجد أن كل الثورات خرجت من الانترنيت وبالتحديد الفيسبوك
,المتنفس الفكري الثقافي الفني الوحيد الذي جمع الشباب, قصد اللقاء بالفنانين
,المثقفين ,والشباب في كل العالم ,ليتحول الأمر إلى صحوة ثقافية عارمة, فما ذا وقع
اليوم ؟,خرج جيل إلى الوجود تعلم وثقف نفسه من خلال
الفن والسينما الأجنبية وعن الانترنيت, في الأول سخط على والديه معتقدا أنهم هم
السبب في الأزمة التي يعيشها وكانت كلماتهم '' ماللى ما قدينش اعلينا لاش اولدتونا
'' في التالي انهارت عزيمتهم في بداية الأمر ,انهاروا فالتجئوا والى المخدرات
والميوعة قصد النسيان ونمهم من التجئوا إلى الهجرة السرية لوقوفه على حقيقة مرة
وليدة سياسة الدولة ألا وهي أن المجتمع
المغربي تغلب عليه الأنانية ولا جدوا من محاولة التغيير ,فعندما تخاطبا أحدا عن
الفساد السياسي الاجتماعي والأخلاقي فالأغلبية تجيبك'' وانا مالى ما خصني خير واكل
شارب ,اتفوتني أنا وتجي فين ما أبغات '' والبعض الأخر يقول '' شفتي هدشي أنتما
اللى درتوها الريوسكم ما قرينا وما تعلمنا صنعة '' ولكن اليوم اكتشف الجميع أن إبائهم
كانوا ضحية التهميش وكانوا يخافون على أبنائهم من الضياع إذا حاولوا الكلام والسخط
عن الواقع المعيشي,وبان حتى الذين تخرجوا وآخذو الدكتوراه ينامون في الشوارع
احتجاجا أو فقدوا عقولهم بسب التهميش والقمع وحتى من مات في الهجرة السرية اليوم
لديه قناعة واحدة, إذا كان لابد من الموت فل نمت من اجل قضية عادلة.
وسط هذا الحراك الفكري,الثقافي
المشحون بالغضب والسخط على الواقع المعيشي ككل ,يصعب على الثائر أن يفكر بحكمة
ودقة متناهية في اتحاد القرارات الصائبة ,لشدة غضبه ,وإحساسه بالغبن,وعليه وجب على
النظام أن يأخذ بزمام الأمور ,ولا يفتح المجال لأي كان من المقربين إليه بشكل من الأشكال
أن يتصرف تصرفا قد يؤجج الوضع فينفجر ,مما يضع الملكية في فواهة المدفع ,لان في
قناعة الشعب أن الملك هو حامي الشعب والناطق باسمه ,والمدافع عن حقوقه والضامن له
,في هذه الحالة إذا غاب الأمان والثقة من خلال إحساس الشعب بان النظام جزء من
اللعبة السياسية التي يعاني منها الشعب ,وله مصالح فيها ,لعدم تنفيذ مطالبهم
العادلة ,بإنشاء هيئات استشارية تعمل على تحقيق كل المطالب ووضع إستراتيجية
لتنفيذها,ك هيئة للشباب,هيئة لتربية والتعليم,هيئة للشئون الاجتماعية والتضام,هيئة
للثقافة والفنون ,لان اعتماد الدولة على الانتخابات القادمة,سيضع المغرب في نكسة
حقيقية ,لكون أن الأحزاب لازالت كما هي برجالها,عقلياتهم ,توجهاتهم ,سياساتهم
الانتهازية ,ولعدم وجود سياسات معلنة بعيدة المدى ,وتعمل على تحقيق كل المطالب
الشعبية فالشعب سئم الخطابات والوعود ,فلا شيء تغير ولا نشاهد إلا خطابات ووعود
واهية,في وقت الشعب يريد حلول آنية,ان الرهان على الدستور والانتخابات كحلول ,رهان
على حصان خاسر ,لان الحلول لن تجسد على ارض الواقع هذا إذا كانت نيات صافية ,ورجال
نزيهين في الانتخابات القادمة ,فلن تكون بوادر حلول ما على ارض الواقع إلى بعد
سنتين على الأقل ,لذالك أقولها بكل صراحة ,الملكية في خطر بوجود واقع يغلي وخطط
خارجية تريد للمغرب تفرقة مبنية على قبلية ,يسهل عليهم استغلال خيراته ,بحجة
الحماية والمساعدات الاقتصادية كما هو مخطط له ,لجميع الدول العربية ذات الانتماء
الإسلامي ,ولو أن القضية ليس مرتبطة بالدين ,بل بالاقتصاد وخيرات البلاد
,فالصراعات القادمة وحتى البعض من القديمة ,وهو صراع من اجل الماء ,الفلاح
والثروات البحرية والأرضية منها ,فلقد اكتشف العلماء أن أمريكا أرويا واسيا ,بدأت
مند مدة زمنية تعرف تغيرات جوية ستؤثر مستقبلا على البلاد والعباد ,مما سيدفع بها
إلى اللجوء إلى الدول الإفريقية والعربية لتغيير مناخها إلى ما هو أفضل,والدول
الروبية وأمريكا واسيا ,لا تريد ولن ترضى بان تكون تابعة بل متبوعة ,وهم شعوبا
يخططون لمدى سنين جيل أو جيلين على الأقل وهذا أمر كان مخطط لم مند مدة كبيرة,إذا
نحن كشعب نظام وأحزاب هل لدينا القدرة على قراءة الواقع الحقيقي ؟
هل لدينا القوة والجرأة بان نعترف
بأخطائنا ونتنازل عن كبريائنا من اجل الحفاظ على ما بقية من احترام للوصول إلى
توافق وطني خدمة للصالح العام وبناء مستقبل أفضل ؟
هل نستطيع أن نكون وطنيون ونغلب قوة
العقل على المال, ونحمي بلدنا, انتمائنا وهويتنا, لنا ولأبنائنا وأحفادنا من
المؤامرات الخارجية التي لا سبيل لتنفيذها إلا من خلالنا نحن أبناء الوطن ؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire