jeudi 26 janvier 2012

كفانا احتقارا لمهن القرب

 كفانا استهتارا واحتقار لمهن القرب, على الدولة أن تتحمل مسئولياتها اتجاه الشعب ,وتتعامل بحزم وقوة لتطبيق القوانين التي سنتها ,وتفعل سياسة التعامل بالهيئات كقوة استشارية لضمان التواصل بين القمة والسفح              
من أهم الأمور التي يجب الوقوف عليها هي منع التسيب الذي عم كل المجالات بما فيها المجال الفني ,وبما انه تخصصي سأتطرق لخطورة التسيب الناتج عن عدم وجود هيئة أو مجلس أعلى ,يقوم بدور الضامن للاستقرار الفني الثقافي ,ويعمل على تدبير كل الأمور المرتبطة بهي في ابسط تجلياتها وخصوصياته,ففي السنوات الأخيرة ,أشخاص تؤلف ولا علاقة لها بالكتابة الفنية بشكل من الأشكال,علما أن كتابة المقالات في صحف ,سواء كصحفي دارس لمجال الصحافة أو متطفل على المجال بشكل من الأشكال ,دون دراسة مسبقة أو تكوين في المجال الصحفي ,وهذا بدوره موضوع له نفس الخطورة لأسباب سأشرحها ,أو حتى الكتابة القصصية والشعر... مجالات لا علاقة لهم بالكتابة الفنية المرتبطة بالإنتاج التلفزيوني والسينمائي بما في ذالك كتابة المسرحيات, كيف ذالك ؟
هناك سؤال لم يطرح أحد على نفسه بما في ذالك المسئولين على أعلى مستوى ,لا لشيء إلا لأنهم ليست لهم اهتمامات فنية ,وبذالك صعب حل الأزمة الفنية في المغرب إلى يومنا هذا ,باستثناء الراحل المغفور له ,الحسن الثاني رحمه الله الذي كان دائما يجد حلول لذالك لكونه فنان قبل أن يكون ملكا ,فما هو هذا السؤال الذي لا أحد حاول طرحه على نفسه كمسئول ليتفاعل معه ,يجد حلا للازمة ؟
السؤال هو ,هل بإمكان أي شخص ممارسة مهنة الطب,العلوم الفيزيائية والكيميائية وهندسة الطائرات والنجارة و.... من غير ترخيص دراسة, أو حتى تكوين ما بشكل من الأشكال, كما فعل بعض الأفراد الذي مارسوا الطب من غير دراسة جامعية ما... ؟ الجواب أكيد لا ,بالقانون وغيره لان في ذالك خطر على حيات ومصالح الأمة ككل,المادية ,الجسدية والمعنوية ,ولكن إذا كان الأمر يشكل خطرة على المجتمع والأمة ككل ,في سلوكياته,تربيته,بيئته ومحيطة,سلوكياته وبناء مستقبله على مدى جيل أو جيلين إن لم يكن أكثر ,وذالك لما للفن من تأثير على السلوك والمعاملات ,التربية والأخلاق,حتى على الاستقرار الأمني في بعض الحالات ,عندما تكون الرسائل الفنية مدعمة من الخارج للوصول إلى غاية ما من خلال تفعيل الشباب في اتجاه معين,إذا من هنا جاءت احد الأولويات التي تحتم وجود مجلس أعلى للفنون,ليكون الهيئة التي تمنع وتعاقب كل من يمارس المهنة بدون ترخيص ,بطاقة فنية,تكوين وإعادة التكوين ... فلو أخدنا ارويا كمثال على ذالك ,فإننا نقف على حقيقة صارخة تكمن في أن المجال الفني يدرس في المؤسسات التعليمية,هذا التكوين يخول لهم الممارسة بشكل هاوي ,ويمنع من الممارسة الاحترافية إلا بشروط ,أولها التكوين المستمر,والإشراف الفني والتقني من طرف المحترفين في المجال الفني ,هذا على مستوى التمثيل أما على مستوى الكتابة فهناك شروط يجب احترامها في البناء العام ,الحبكة ,السيناريو ,الحوار,الطرح ,البناء الدرامي ,الخاصية,العقدة,المقدمة والخاتمة ... ولا يسمح لأي احد أن يمارس مهنة ما بدون دراسة مسبق لها, حتى ولو كانت مهنة من المهن المرتبطة بالأمور البسيطة المتعلقة بالصناعة, التزيين المنزلي و... فمثلا الحلاقة التي يمكن اعتبارها مهنة سهلة للغاية,فيها سنة تخصص شامبو لغسل الشعر فحسب,والتعليم فيها يستغرق خمسة إلى سبع سنوات ,ناهيك عن التدريبات التي تأتي بعد التخرج والممارسة بشكل سنوي ,إن التسيب الذي يعرفه كل القطاعات في المغرب وعلى رأسها الفن والصحافة ,هو ما أوصلنا إلى ما نحن فيه من أزمة مرتبطة بالإدارة,التسيير والتدبير بشكل عام ,التربية والأخلاق,الهوية والانتماء ,الأنانية والوصولية ,الانتهازية و....       

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire