أزمة المسرح هي أزمة ضمير كل مسئول على المجال الفني
يعيش
المغاربة أزمة الابتسامة وفقدان الضحك في ما يقد لهم من إنتاج فني ممول بالمال
العام على قنواته وفي سينمائيه,فأين يكمن
الخلل يا ترى ؟ يقول المثل العربي فاقد الشيء لا يعطيه ,في عدة أمور أولها
وأهمها اللجنة التي تقبل الانتاجات التافهة التي طلت علينا مند ما يزيد عن 12
السنة خلت,وفي من أصبحوا كتابا بين عشية وضحاها بقدرة قادر ,وفي شركات نبتت كالفطر
في هذه المرحلة بين عشية وضحاها وأصبحت بقدرة فاعل تتحكم في المتوج الوطني المدعم
بالمال العام ,أي لا احد ينتج من جيبه وعليه فهاجس الخسارة غير مطروح وهاجس الربح
هو الطاغي على المنتج وطريقة إنتاجه,فعندما أقول فاقد الشيء لا يعطيه فانا اعي
جيدا ما أقول ,لان ما يقدم لنا هو نتيجة ثقافة هذه الفئة البليدة التي فرضت علينا
بحكم وجودها في موقع القرار ,فهي لا تعرف معنى فن الضحك أصلا ,وتعتقد أن كل ما شطح
وسطح ونطح يضحك ,وأصبح فنا له نجوم لهم حضور قوي خلال شهر رمضان من خلال انتاجات
ما يمكن أن يصطلح عليها هو فساد فني,فكري,ثقافي,تربوي,أخلاقي ... وهنا العديد ممن
سيقول فما هو إذا ما هو الضحك حتى نتمكن من الوصول إلى إنتاجه وإبداعه بشكل سليم ؟
أولا
الابداع يحتاج إلى من يمتلك أدوات إنتاجه حتى وان فهمه هل له أدوات استخلاصه في
كتاباته ؟
هذا
من جهة ومن جهة ثانية هو مرتبط بوجود أشخاص يفقهون ذالك الأسلوب ومتشيعين بروح
ذالك الفكر ,وعنده الحس الإبداعي المرتبط بهي ,أما عن تفسير الضحك فيمكن تحديده في
العديد من الأفكار ,الدراسات والأشياء المرتبطة بالبيئة والمحيط ,وتفسيرات الضحك
جاءت مختلفة ,تلتقي في أشياء كثيرة مرتبطة بالمجتمع والبيئة والإنسان
أفلاطون
في '' الجمهورية '' يقول '' الضحك العنيف ينطوي على عنصر خبيث ينجم عن السخرية من
نقائصنا الخاصة ,ومن ثم فهو عنصر مهدد ينجم عن إلحاق الضرر بنا وبالآخرين وبذالك
ينبغي إبعاده والبعد عنه خلال العملية التربية '' هذا إن دل على شيء فان يدا على
إن دور الفن والأدب يلعب دور كبير في التربية والتكوين ويجب أن لا نغفل هذا الدور
,من خلال انتقاء بدقة ما نقدمه للأمة من انتاجات فنية على قنواتنا وقاعاتنا
السينمائية من خلال على الأقل ما ينتج بالمال العام أو يتم شرائه بهي.
أما
أرسطو في كتاب الشعر فقال '' الضحك ليس إلا قسما من القبح,والأمر المضحك هو منقصة
ما,وقبح لا الم فيه ولا إيذاء ''
الفريد
أدلر قال '' مشاعر النقص التي تتولد منها ميول ونزاعات خاصة للقوة والسيطرة ''
اما طوماس هوبز فقال '' ارتباط الضحك بالنصر
والفخر في مواجهة الآخرين ,كذالك الشعور بالسيطرة العقلية والجسدية عليهم ,الضحك
علامة بالانتصار والقوة ,أما البكاء كلامه الضعف والهزيمة .
ويقول
كانط '' الضحك انفعالا نشأ عن تحول التوقع الكبير على نحو مفاجئ إلى شيء ... ''
ويأتينا
هوبز فيتحدث عن نوع أخر من الضحك مختلف على الفئة التي تحدث عنها كانط قائلا '' الضحك تعبير عن البهجة المفاجئة التي
تنشأ عن إدراكنا المفاجئ لبعض القوة والسيطرة والتفوق في أنفسنا ,مقارنة بادراك
خاص لنقائص الآخرين أو حتى لنقائصنا في مرحلة سابقة من حياتنا '' وبذالك نجد تقارب
بينه وبين أفلاطون في نوعية أسلوب الطرح والتفاعل مع الضحك في البناء العام ,
ويطل علينا فوريد بتحليلاته السيكولوجية عن الضحك قائلا '' الضحك نشاطا يحرر الطاقة
المتراكمة الناجمة عن التوتر الذي يرجع إلى أسباب جنسية أو عدوانية مكبوتة ,فالضحك
عن فوريد يشبه الحلم له فوائده الكامنة التي تسمح لنا بالاقتراب من مصادر المتعة
المخبئة هناك في اللاشعور ,خلاصة الأمر _أنا _ أضحك عليك وآخرون تضحك عليهم وهناك آخرون
تضحك معهم ,تمزج الفكاهة بين مشاعر الدفء من ناحية ,وبين العدوانية والخوف من
ناحية أخرى ,وهي تمزج كذالك من ناحية ثالثة ,بين الاستطراء للآخرين للابتسامة لهم
والسيطرة عليهم .
أما
الدكتور صالح سعد فيطل علينا بتفسير يوضح لب القضية في مجال الكتابة الفنية حيت
قال '' الأصل في المسرح هو انه فن شفاهي في جوهره ,أي أنه فن شعبي جماعي ينتمي إلى
عالم الفلكلور أكثر من انتمائه إلى عالم الأدب .'' واعتقد أن الفن ككل يمكن اصطلاح
عليه هذه المقولة لارتباطه بالمجتمع ,وهمومه اليومية وما اصطلح عليه فلكلور يمكن
تفسيره في تفسير أعطيه أنا شخصيا على الفن والثقافة ,بحية أن كل ما هو فن وثقافة
اليوم هو تراث حضاري غدا ,أي جزء من الفلكلور المتداولة من خلال الثقافة الشفهية
التي هي التلفزيون والسينما.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire