ضعت وضاع الفنان بوفاة المغفور له
الحسن الثاني
لماذا لا يشبه الإنسان الطبيعة ؟ هي تزهو وتزدهر بعد عواصف الشتاء
,وهو يذبل ويسقط بعد عواصف الفشل والشقاء الناتج عن التدبير السيئة لشئون البلاد
والعباد .ما حياة الإنسان في هذه الدنيا إلا كفصول السنة ,تلك هي الحياة يسر وعسر
,راحة وشقاء ,شدة ورخاء ,ورد وأشواك ,طلوع ونزول ,شروق وأفول ,حلاوة العسل ومرارة الحنظل
,ابتسامة ثغر ونقطة دمع ,هذا نصيب ابن ادم في هذه الدنيا عليه أن يكون حاذقا تابتا
,في حالتي السراء والضراء ترى المرء سديد الرأي ,قوي الإرادة ,حتى تصيبه رزية
ويناله مكروه ,فيهن رأيه وتضعف إرادته ويستولي على قلبه الجوع ,فيذهب فريسة
اليأس والقنوط ,فالمصائب محك خطير لمعرفة
ابن ادم ,فالطبيعة تزهو وتزهر بعد عواصف الشتاء ,أي الرجال إذا يخلد ذكرهم ويرفع
قدره ؟ هم الذين قسا عليهم الدهر ,لا تسيل العواطف الرقيقة من القلب ما لم تضغط
المصائب ويدسه الشقاء ,فالقلب كالشجرة لا يسيل ماؤها إلا من جراحها فبذالك الإنسان
يشبع الطبيعة ,وتنعكس عليه طبيعة محيطه وقسوتها أو رقتها فالإنسان ابن بيئته .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire