في المجال الفني أين يكمن خلل الانتاجات الوطنية ,الفنية والثقافية ؟
الجواب
بسيط للغاية, فيما سبق ذكره, ولتوضيح القضية أكثر سأعمق الشرح والتوضيح من خلال
أمرين
الأولى : الأشخاص المعينين رؤساء أقسام المرتبطة
بالمجال الفني ككل,أناس لهم ولاء للمال مديريهم ,يغلبون الطابع الإداري على الفني ,علما أن العكس والذي
يجب أن يكون الجانب الإداري يجب أن يتماشى مع الخاصية الفنية المطروحة والتوجه المرتب
عنه خدمة لخلق إنتاج راقي,فتتولد لديهم تجربة كبيرة في مجال التدبير الفني الثقافي
قابل لتغيير مع مرور الوقت وتعدد الأفكار والتخصصات المقترحة للإنتاج والحاجيات
المصاحب لها الثانية : اللجان المعينة
لقراءة النصوص,البرامج والمصادقة عليها,هم مجموعة من الأشخاص لا علاقة لهم
بالإبداع ,والكتابة المرتبطة بالفن والثقافة المجسدة كبرامج ,مسلسلات ,أفلام...
سواء على شاشات التلفزيون أو كأفلام على شاشات السينما,إذا أين تكمن الصعوبة في
تدبير ذالك الأمر ؟
الحكاية ,الممثل
والصورة
هما رمز الماضي المستعاد ,ويكون الممثل هو رمز الحاضر المستعاد ,النموذج التفعيلي أو
تحيين الماضي وجعله حاضرا بالإمكان والفعل ,ففي هذا المقام نجد أنفسنا أمام أكثر
من مفارقة ,فمن المفارقة التي يجب أن يحملها النص المكتوب في ذاته كسيناريو ,إلى
المفارقة الأصلية القائمة بين النص المكتوب والآخر ألشفاهي ,ثم المفارقة الأكثر
تعمقا وتجدرا في التاريخ الثقافي والإنساني ,هي المفارقة القائمة بين الكلمة
والفعل ,الحركة ,الصوت والصورة ,في الفن الكتابة نفسها تصبح عالما محسوسا بمجرد
تجسيدها داخل إطار مشهدي يضعه كاتب السيناريو المتمكن من أدوات كتابته على الورق
من خلال دراسة دقيقة للحوار والكلمات ,علما أن للكلمة صورة ولا مجانية في النص ,كل
كلمة ومعنى يجب أن يكون له مدلول ,حسي فكري ثقافي أو اجتماعي سياسي ... إذ يكون
المهم هو الكشف عن نوايا المؤلف ومقاصده الخفية الكامنة خلف الكلمات الظاهر
والمشاهد المصورة ,التي في الأصل تكون مكتوبة من خلال السيناريو الدقيق ,والذي هو
عبارة عن وصف ما لمكان ما ,لحالة ما ,موقف ما يكون للممثل والمخرج مسئولية تجسيده
بشكل الذي يرونه مناسبا للحدث ,الموقف الظرفية الاجتماعية ... الخ
فالمشروع
الفني المكتوب في نهاية الأمر ليس سوى مدخل أو إشارة إلى نص أخر منطوق ومتحرك ,نص
حي بشخوصه ومناظره التي نراها ونسمعها ,والأمثلة على صحة هذه الفرضية الكثيرة
المتعددة ,يكفي أن نأخذ مثلا كلمة مثل احبك أو أكرهك ,التي تكون مكتوبة في مشهد
معين بالحروف ,لكنها تتعدد وتنفتح دلالتها إلى عدد غير محدود من الاحتمالات عندما
تنطق بها شخصية ما ,وتختلف من ممثل لآخر ,رغم وجود شخصية واحدة ,مما يعرضها للنجاح
أو الفشل '' وهذا أمر أخر '' فالنطق بالكلمة او بمعنى أدق تجسيدها بالصوت والصورة
,هو ما يحدد وجهة المعنى الذي تتخذه الكلمة ,إلا أن التجسيد هو ما يعطيها بالفعل
معناها حتى ولو جاء مخالفا لما أراده الكاتب ,من هنا جاءت ضرورة فرض الفنان
المحترف المتمرس في الانتاجات الفنية لا لتفعيل بطاقة الفنان فحسب بل لإعطاء للمنتج
حنكة,روعة إبداع ,وتكون النتيجة المطلوبة مضمونة ,لذالك فان الضرورة الحتمية التي أكد
عليها صاحب الجلالة في خلق البطاقة الفنية الاحترافية,هذا القرار يحمل في مضامينه
وفحواه ,ضمان الجودة والإبداع المطلوب لتقدم بمستوى الفن في بلادنا وضمان العيش
الكريم لأناس وهبوا ذاتهم وروحه ونفسهم خدمة لهذا الفن وللبلد ككل من خلال كل ما
يجسده من حمولة فكرية مشبعة بالهوية الانتماء والوطنية.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire